‏إظهار الرسائل ذات التسميات نافدة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نافدة. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

حول تجربتي في الشعر

حول تجربتي في الشعر الإسلامي 

 

لم أكن في بداية كتابتي الشعرية،أعني في الديوان الأول{ في انتظار الوصول }أكتب شعرا إسلاميا بالمعنى الحرفي للكلمة. بل مجموعة من الخواطر والإحساسات الدافقة، وإن لم تخل من الشعور الديني الذي يِؤطرها، في الديوان الثاني { صرت بالله عارفا } وجدتني أنخرط دون نية مسبقة في كتابة قصائد إسلامية التوجه والمرجعية، وجدت نفسي أغرف من نبع الإسلام الثر الفياض مستلهما المعاني والقيم الإسلامية والتاريخ والحضارة الإسلامية. لا أعتبر الشعر كلاما في الفراغ،بل رِؤيا متكاملة
للحياة والوجود والإنسان من منطلق أو تصور عقائدي، بحيث لا أستطيع كتابة ما يتعارض أو لا ينسجم مع معتقداتي الدينية التي بها أحيا وأحس وأفكر.
لئن بدأت الإرهاصات في الديوان الأول فإن الاتجاه الإسلامي في شعري بدا متجليا بوضوح في الديوان الثاني، غير أن الديوانين الأخيرين { قطوف من بستان العشق  و  مدينة الأنوار}  يعدان انخراطا واعيا وملتزما بمنهج ومبادئ وقيم الإسلام ، وتعبير صريح عن كون الروح الإنسانية لن تجد السلام والأمن إلا في ظل هذا الدين الوسطي العادل الرحيم. إن النفس لتجد في فضاء هذا الدين الشاسع من الحرية والإحساس الإنساني والخير والجمال والحب، ما يجعل أفقها أرحب وهدفها أجل وسماتها أكمل، إن الكمال الإنساني هو مطلبها. ألاتصال بالله وجهتها في كل حال. إنه يلهمها، ينيرها، يمدها بالنفحات والإشراقات.
 ترى هل وفقت فنيا في التعبير عن وجهة نظري في قصائدي؟
هذا ما لا أستطيع الإجابة عنه، وأترك التقييم للقارىء الكريم.



الخميس، 22 مايو 2014

الشعر الإسلامي 2

الشعر الإسلامي2




الشعر الإسلامي شعر إنساني، فهناك من يعتقد أنه خاص بالمسلمين أو بجماعة متعصبة تسعى إلى فرض تصوراتها على الآخرين، وهذا إن وجد فهو فهم خاطىء للدين وبالأحرى الشعر، فالإسلام ليس دين شعب أو عرق وإنما هو دين الله تعالى للناس كافة، والشاعر الإسلامي يحمل هم الإنسان في صدره، يتابع باهتمام ما يجري حوله سواء في مجتمعه أو خارجه، يؤلمه بعد الناس عن قيم الدين، واتباع   الهوى، والسقوط في فخاخ الأنانية والمادية والبهيمية، فيصيح بكل قواه (احذروا المهالك، عودوا إلى إنسانيتكم، هاهو المنهج الذي يقيكم ويفتح لكم أبواب الأمن والخير والنجاة) فهو بكل إشفاق وحب ورحمة يمد يده ويفتح قلبه للآخرين عساه ينقذ البعض من الضياع، يتألم قلبه لآلام الناس ومعاناتهم، لكنه كالطبيب يقترح الدواء الناجع والشافي الذي يستمده من دينه،دين الرفق والفضيلة والفلاح، بكل تواضع، وبدون جفاء أو استعلاء، في إخراج فني جميل،معبر وموح وملتزم. هو ذا في نظري البسيط الشعر الإسلامي، يخاطب الناس بمنهج الأنبياء والرسل، إلا من تجرأ على الله ورسوله، فإنه لا يتردد في فضحه ومقاومته.

 إذا كان الشاعر الإسلامي إنسانيا بطبعه، فهو من باب أولى شديد الالتحام بأمته، فهي العائلة الكبرى التي يعتز بالانتماء إليها،يعز بعزها ويسمو بسموها، من ثم فإن الشاعر الذي لا يهتم بأحوال وقضايا أمته خليق به أن يدع الشعر لمن يكابده. والشاعر الإسلامي يمر كغيره بحالات ضعف وانكسار، يتألم ويحن ويحب ويمقت يحزن ويحبط،يحتار ويضجر،إلا أنه لا يتجاوز الحدود، لأنه في كل الأحوال واثق بربه،مرتاح لقضائه وحكمه،موقن برحمته، تراه معتدلا في السراء والضراء، واقعيا في إحساساته وأحلامه، لا يحلق بعيدا في المثالية ولا يبالغ في الأخيلة،لا يطلب ما يستحيل أو يتمنى ما لا يجوز،عندما تهدأ نفسه ويصفو ذهنه،تستنير روحه فتراه ربانيا تملأ نفسه الأنوار القدسية، ويفيض قلبه شوقا وعشقا،وتتجلى أمامه الرحمات والنفحات الإلهية.

السبت، 17 مايو 2014

الشعر الإسلامي

الشعر الإسلامي


ظهر الشعر الإسلامي مع ظهور الدعوة الإسلامية، واشتهر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من شعراء الدعوة حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة  وكعب بن مالك، واكب الشعر الإسلامي الفتوحات، وظهر الشعر السياسي بعد الفتنة الكبرى وظهور الدولة الأموية، واستمر الشعر الإسلامي عبر العصور خاصة المديح النبوي والزهديات، والشعر الصوفي ووصف المعالم الإسلامية وغيرها،ويمكن القول أن الشعر الإسلامي يشمل كل شعر نابع من التصور الإسلامي، ووفق الرؤيا الإسلامية للحياة والإنسان والوجود، وكان هدفه نشر قيم الدين الإسلامي، فهو بهذا المعنى شعر ملتزم يطرح إشكالات وتحديات الواقع من خلال تصور واضح، يهدف إلى بناء الإنسان وفق منهج رباني متكامل ومنسجم، فهو بهذا الاعتبار يتموقع كبديل لما تزخر به الساحة الشعرية العربية من ضبابية الرؤيا من جهة، والتغريب والاستلاب من جهة أخرى، ليس الأمر سهلا على الإطلاق، فالخصوم لن يقبلوا التنازل عن عروشهم وفتح المجال لشعر يهدد الأسس النظرية التي يقوم عليها الشعر الحديث، والشعر الإسلامي نفسه عليه  أن يتميز حتى يفرض نفسه في الساحة الشعرية، وأن يتجنب السقوط في السطحية والضحالة والوعظ والمباشرة، بتعبير آخر، فالشاعر مطالب بمراعاة خصوصية الشعر، وأن يصوغ قصيدته في قالب فني جذاب، كما يحول الرسام بإلهامه شكلا جامدا مألوفا إلى منظر جميل حي مؤثر.

هذه بإيجاز خلاصة فهمي المتواضع للشعر الإسلامي، وأرجو من كل مهتم أن يساهم في إغناء هذه الإطلالة بما يراه مناسبا للنهوض بالشعر العربي،وجعله شعرا متميزا وفاعلا في حلبة الصراع الحضاري والثقافي،راجيا من العلي القدير أن يمدنا بعونه حتى نساهم في خدمة هذا الدين العظيم، دين الخير والعدل والحق  والجمال،وكفى بالله وكيلا.
يعيش المؤمن في جهاد دائم بأقواله وأفعاله،قال تعالى( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) فالدعوة إلى الله،ونشر دينه،والاعتزاز بالانتماء إلى الإسلام من أهم واجبا ت المسلم،خاصة في الظروف الراهنة التي  تعرف هجمات ممنهجة ضد الإسلام والمسلمين،وشيوع الانحلال والهبوط الأخلاقي،وانتشار الفكر المادي، وازدراء القيم والأديان، ولاشك أن للفن عامة والشعر خاصة دورا أساسيا مواجهة هذه الحملات، والتصدي لها، مع  إظهار الحقيقة كالضوء الساطع عن الإسلام وتعاليمه الوسطية الصالحة لكل عصر ومكان، قد يقول قائل إن هذا الأمر يخص الدعاة والعلماء والمفكرين، وأن للشعر عالمه الخاص ولا ينبغي أن يتحول إلى منبر للدعوة والتوجيه الديني، نعم لا ينبغي أن يتحول الشعر إلى تعاليم وإرشادات دينية وأخلاقية مباشرة، لا تراعي المقومات والخصائص الفنية والجمالية للشعر، كما لا ينبغي أن يتحرر الشاعر من معتقداته وقيمه الدينية ليقول الشعر، وإلا فأين الصدق والمصداقية في شعره؟ وهل معنى هذا أن على الشاعر ألا يكون متدينا؟ إنه لا عجب إذن أن نجد في شعرنا الحديث كثيرا من الرموز والأساطير اللادينية، بل نجد تطاولا على الذات الإلاهية، وكأنها من مسلما ت الشعر الحديث،ومن مظاهر التحرر والتقدمية والثورية فيه،إن الشاعر المسلم الذي يخفي عقيدته خوفا من أن يوصف بالرجعية أو الأصولية حتى لا أقول غيرها من الأوصاف،يسيء لشعره ودينه بقدر ما يسيء لنفسه.


الجمعة، 16 مايو 2014

رأيي في الشعر 2


رأيي في الشعر 2



قال الإنسان الشعر بالفطرة، يتغنى فيطرب ويمتع ويفيد، بقي كذلك عبر العصور،الجمال والمتعة الفنية مقياس لنجاح الشاعر أو فشله، لدرجة أن العصر الجاهلي عرف تصنيفا للشعر والشعراء ،تجسد في اعتبار المعلقات السبع أو العشر،أرقى ما وصل إليه الشعر في ذلك العصر،وكان العربي يميز بفطرته ويختار قبل أن تظهر الأبحاث والنا هج النقدية، طرحت في العصور الموالية أسئلة كثيرة حول طبيعة الشعر وخصائصه الفنية والجمالية، طرحت قضايا الشكل والمعنى، والطبع والصنعة، والقديم والجديد، وتوجت المرحلة بظهور محاولات نقدية للامدي والجاحظ والجرجاني وغيرهم،كما تعددت الاتجاهات الشعرية في العصر العباسي،لكن الشعر بقي في مجمله أقرب لأفهام الناس وحياتهم يرصد ما يزخر به ا لواقع من قيم اجتماعية، وتطلعات إنسانية، وأحاسيس وجدانية، بلغة وصور وإيقاعات تشهد لهم بالنبو غ والبراعة، وإن ظل محافظا على طابعه الغنائي الصرف. إلا أن التحولات العميقة التي عرفها العالم العربي في العصر الحديث، فرضت على الشاعر العربي أن يواكب تطورات العصر ويرتدي زيه، فظهرت اتجاهات شعرية جديدة،وكان للغرب أثره البارز خاصة في مصر والعراق ولبنان، وشعراء المهجر، ولم يقتصر الأمر على المضمون بل امتد للشكل في منتصف القرن الماضي خاصة مع ظهور شعر التفعيلة أو ما عرف بالشعر الحر، واستمر التجديد حتى ظهر ما يعرف بالشعر المنثور أو قصيدة النثر، انفتح الشعر إلى أبعد الحدود على الحداثة الغربية، وكلما زاد انفتاحه أكثر كلما ابتعد عن خصوصيته و هويته، وطالب شعراؤه بالمزيد من التجاوز والتحطيم،تارة باسم الحرية والحداثة، وتارة باسم الانفتاح والتجريب،لكل ما هو أصيل في الشعر العربي .

ليس من هدفي ولا باستطاعتي تقييم الشعر العربي الحديث ،فهذا من اختصاص الباحثين والنقاد، إنما الهدف طرح تساؤلات حول هذا الشعر،ما مدى قدرته على فتح قناة للتواصل المثمر مع القارىء، بدلا من التعالي عنه،والتحليق بعيدا عن انشغالاته؟ هل وفق في طرح التساؤلات الحقيقية التي تهم الإنسان عموما والعربي خصوصا في عصرنا الحديث؟ هل حقق الشعر نهوضا وتميزا كفاعل أساسي في الحقلين الثقافي والحضاري للأمة العربية والإسلامية؟  
  

الخميس، 15 مايو 2014

رأيي في الشعر

رأيي في الشعر

لتذوق الشعر لابد من توفر قدر من الإحساس بالجمال الفني، وهو لا يتأتى إلا بمصاحبته لفترة من الزمن قد تطول أو تقصر. أحبذ الشعر البسيط القريب من الأفهام، لا يجنح للتغريب أو السريالية والعبث، شعر يخاطب الإنسان كإنسان بقلبه ووجدانه وعقله وخياله وروحه، ليعيد إليه إنسانيته ويفتح له باب السعادة الحقيقية التي لا ترتبط بالمادة والإستهلاك بل بالقيم النبيلة التي تكرم إنسانيته، ليعيش حرا كريما متبصرا نافعا، قويا بإيمانه ووطنيته وانفتاحه وإرادته. هذا يعني أن للشعر رسالة، وليس مجرد كلام ممتع جميل، له غاية وهدف، يعكس تجربة ورؤيا تجاه الواقع والإنسان، يفتح نافدة على الحياة بآمالها وآلامها، بخيرها وشرها، مدها وجزرها. إنه ليس بالانفصال عن الواقع، والتيه في خيالات وأوهام، كما قال الحق سبحانه: (والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم ترأنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون) إن الآية الكريمة تذم انفصال الشعر عن الواقع،وتدعو إلى أن يواكب الحياة بقوله تعالى (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ...) الشعر فن له مقوماته وأساليبه الفنية والجمالية في رصد تحولات الحياة والمجتمع، إلا أنه يتفق مع كافة الفنون التعبيرية في الغاية والمقصد.

تنوعت المدارس الشعرية لغة وبناء وأساليب، وتباينت الرؤى والمفاهيم لدرجة يصعب معها تحديد مفهوم للشعر يتفق عليه الجميع، إلا أن الملا حظ للأسف أن قراءة الشعر تتراجع رغم غزارة الإنتاج وتنوعه ،والتواصل بين الشاعر والقارىء يتضاءل مما يطرح العديد من الأسئلة وأحيانا لوم طرف للآخر، فالشاعر يتهم القارىء بالتقصير وعدم استيعاب خصائص الشعر، والقارىء يتهم الشاعر بالجنوح إلى الإغراب والإبهام .  

هي فعلا أزمة. فهل هي أزمة الشعر؟ أم أزمة الشاعر؟ أم أزمة القارىء؟

هذه إخواني هي الإشكالية التي أود طرحها للنقاش،وأبحث لها عن جوا ب،حتى تعود العلاقة بين الشاعر والشعر والقارىء علاقة حب وتعايش ،وألفة وتفاهم.